مدونة أصـــوات

الجمعة، 22 يونيو 2012

في عشق اللّذة والعبوديّة



الغواية صناعة نسائية والنّهد قيمة ثابتة في بنية المرأة.
يشكّل النهد بحجمه وملمسه ولون بشرته عناصر مهمّة، تتداخل فيما بينها من أجل الرّفع أو الحدّ من قيمة وجاذبية الأنثى. من نهد الإغراء وإيقاظ اللّذة الجنسية إلى نهد الأم المرضعة والحاضنة، ثم النهد الجريح ضحية التحوّلات المورفولوجية تدور عجلة حياة المرأة. 
في السّابق، في بلاد الغرب، كان النهد يتّصل بكثير من التأويلات؛ الدّينية والفلسفية والاجتماعية، وتدور حوله كثير من القصص والطرائف، أما اليوم فقد استطاع الكثيرون تجريده، مثله مثل الأرداف، من هالته ومن قدسيته وتبسيطه إلى نفس مرتبة أطراف جسد المرأة العادية الأخرى. ولكن، في بلاد العرب، النهد كان وما يزال الغائب عن تفكيرنا والبعيد جدا عن مخيلتنا. يظلّ محاطا بهالة من الضبابية وممنوعا من الغمز ومن الأحاديث الهامشية. كما أن الدّين الإسلامي يحرم الخوض في مسائل مشابهة. تحريم تُجهل مقاصده يذكرنا بصرخة الإمام محمد الغزالي الذي سأل يوما: " متى يخرج فقهنا من دورات المياه؟"..ليردّ على نفسه: "لا ادري!..فالمساءلة تحتاج إلى جهود جبارة وعقول تعي أن الدين حياة وليس موتا". وتعي أن الحياة لذّة ومتعة وليس فقط عبوس وكآبة.


* * *
النهد موطن الإثارة. بؤرة العاطفة، قاعدة كل إغارة أو محاولة استمالة. من خلال حركات مضطربة، حسيّة، بطيئة أحيانا وقلقة، توظّف المرأة نهديها لكسب ودّ الرجل. انتفاخ النهدين واكتنازهما يحركان بالفطرة غريزة الذّكر. "لمّا تحرك المرأة نهديها فهي بالضرورة تحرّك قلبها" يقول الكاتب الفرنسي تريستان برنار.
للنهد مرادفات وتشبيهات تختلف من منطقة لأخرى وتتطوّر من زمن لآخر. بينما يوظف بعض عرب المغرب كلمة "sein sourdi" في إشارة منهم لنهود عاهرات رخيصة الثمن يوظف بعض الأوربيين مثلا عبارة "نهد الخدمة"(sein de service) في إشارة منهم إلى نهود الخادمات واللواتي تتحوّل بعضهن إلى خليلات أصحاب البيوت: يقمن بالواجبات المنزلية، مثل الطّهي والتّنظيف، في النهار ويتفرغن لإشباع رغبات أسيادهن الجنسية في المساء.

* * *
جاء في معجم لسان العرب: " نهد : نَهَدَ الثدْيُ يَنْهُد، بالضم، نُهُوداً إِذا كَعَبَ وانتَبَرَ وأَشْرَفَ". ويخاطب نزار قباني حبيبته: "يا صلبَةَ النَهْدَيْنِ.. يأبى الوهمُ أن تَتَوهَّمي/
نَهْداكِ أجملُ لوحَتَينِ على جدارِ المَرْسَمِ..". ويطلق العرب على النهد أسماء كثيرة، تختلف وتتعدد بالانتقال من منطقة لأخرى. ومن بين الأسماء والمرادفات المنتشرة والتي تحمل أحيانا معان تهكمية نذكر: بزول (أو زوايز)، الضرع، المحلب، التوأم، مضاد الصدمات(pare-choc)، الشرفة(balcon) وغيرها.
يرتبط النهد، في الذهنية العربية، في غالبية الأحيان بالجنس. فهو البوابة أو نقطة الانطلاق في إثارة أحاسيس المرأة. كما أن المرأة نفسها توظف نهديها في استثارة حواسها وإشعال لهيب لذتّها المختبئة بين فخذيها. في كثير من الأحيان، تبدأ عملية الاستمناء عند الفتيات والمراهقات من منطقة الصدر، من خلال ملامسة النهدين والضغط عليهما. تمرير الأصابع بينهما ومداعبة الحلمتين بطريقة "الحلزون". نسبة إلى فونتازم الحلزون الذي يسير ببطء، بجسم رخو على النهد مما يوقظ بشكل أفضل الحواس الداخلية المدفونة في الأعماق. ولكن الشيء الوحيد الذي يأسفن عنه في مداعبة النهدين هي عدم قدرتهن على لحسهما أو عضّهما. ويقول البريطاني هنري هافيلوك إليس (1859-1939) والذي يعتبر أحد مؤسسي علم الجنس: "النهد المنتفخ مثل القضيب المنتصب. والحليب الأبيض الذي يخرج منه يشبه المني. فكليهما ضروري للحياة".

* * *
إلى غاية نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، لم تكن ظاهرة الكشف عن النهود في الشواطئ وفي المناسبات الخاصة معروفة ومنتشرة. كانت المجتمعات الغربية تفرض عادات، متوارثة عن القرون السابقة، تجبر المرأة على ستر العورة، خصوصا منها منطقتي الصدر وأعلى الساقين. وتمنعها من التشبه بالباغيات. ولكن، بداية من النصف الثاني من الأربعينيات (تحديدا سنة1946)، مع ظهور ثوب البيكيني في فرنسا، والذي انتظر حوالي العشرين سنة قبل أن ينتشر في أمريكا وأرجاء أوربا، بدأت النسوة تخرجن شيئا فشيئا من دائرة "الممنوع" ويشرعن في هدم الآراء المسبقة، الكليشيهات وأحكام القيمة، والظهور علنا بأثداء نصف عارية. وانتقلت موضة تعرية الصدور بسرعة إلى السينما وصارت، مع نهاية الخمسينيات، كثير من نجمات الفن السابع، في أوربا وأمريكا، لا تخجلن من الظهور بنهود مكشوفة. مثل بريجيت باردو في "وخلق الربّ المرأة"(1956) أو إيزابيل عجاني في "الصّيف القاتل"(1983).
في السّينما العربية، يبقى ظهور جسد المرأة إجمالا محتشما. مع ذلك، نشير إلى بعض الحالات الجريئة والقليلة. فبالإضافة إلى محاولات الفنانات يسرا، سمية الخشاب وسارة بسام في كسر المحظور، نجد العينة الأهم في الجراءة على كشف النهدين في الفيلم الجزائري "فيفا لالجيري"(2004) للمخرج نذير مخناش أين لا ترى الممثلة المغربية لبنى أزابال حرجا في الكشف عن صدرها.
الكشف عن النهد يظهر في أوساط الموسيقى أكثر مما هو عليه في السينما. في كثير من كليبات الفيديو الصادرة، خلال السنوات القليلة، لا تجد مغنيات شابات مانعا من التعبير عن أنفسهن وكشف جزء من أعلى أثداءهن. أمثال هيفاء وهبي، مريام فارس، روبي وغيرهن.

* * *
جاء في القرآن: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ…" (البقرة:233). النهد هبة للرجل وللرضيع في آن معا. ولكن غالبا ما تتفادى النساء الإرضاع خوفا منهن من فقدن بعض رشاقة البدن ونظارة وامتلاء النهدين. ففي الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة أرباع النساء لا يرضعن مواليدهن أكثر من ستة اشهر. في فرنسا لا تمتد عملية الإرضاع عند 50% من النساء أكثر من ثلاثة اشهر. هذه النسب المنخفضة في الإرضاع صارت، خلال السنوات الماضية، تجد طريقا لها عند المرأة العربية، مما يدفع بكثير من الجمعيات والهيئات الصحية إلى المضاعفة من جهودها في التوعية وحثّ النساء على الإرضاع وإتباع السنة النبوية وإتمام السنتين كاملتين. تهرّب المرأة من الإرضاع رغبة منها في الحفاظ على جاذبية النهد ليست سوى محاولة ظرفية للحفاظ عن شباب سيُهدر مع مرور الوقت ومع تضاعف إمكانيات الإصابة بسرطان الثّدي. حيث تقرّ دراسة بريطانية حديثة إن امرأة من كل ثمانية نساء مهدّدة اليوم بالإصابة بسرطان الثدي.
وسائل الإغراء النسوية عديدة، منها رمش العين وإظهار اللسان وملامسة الخدين ومحادثة النهدين. محادثة لا تحتاج للغة غير لغة اللذة، لغة الإحساس حيث لا يمتلك الرجل سوى سلطة الاكتواء بناريهما وتحتفظ المرأة بحقها كاملا في الاختباء خلفهما ومغازلة ما طاب لها من الذّكور مثنى وثلاث ورباع.
********************
بقلم: سعيد خطيبي 

مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق