مدونة أصـــوات

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

أيها الرجل .. سأتهمك باغتيالي

عندما أُختــَزَل لدى البعض الى مجرد جسد مطلوب اخفاؤه، الا يناقض هذا طبيعة العلاقة بين رجل وإمرأة عصريان يعملان سويا لتقدم البشر..!! انه موقف مرفوض منك قبل ان يكون مرفوضا مني، فانت اليوم في حاجة الى ما هو أكثر من كائن ) مانيكان( له مقاسات القوام الذى تفضله او لون العينين اللتين جذبتاك وكثافة الشعرالتي تحب .
سيدى ..الانسان حيوان عاقل (رجلا أو امرأة ) قول تردده دائما وطالما تداولناه فيما بيننا للتدليل على ما يفرق الانسان عن الحيوان، العقل سيدى نمتلكه كلانا، إن لى عقلا أيضا، وبداخل جمجمتي مخ له قدرات وإمكانيات لا تستطيع إدراك مقدارها لتحكم أنت علي- هكذا - وكأنك الأكثر تفوقا وذكاءً، كائنا أعلى يصدر أحكاما ويتخذ قرارات تخص الطريقة التى أعيش بها والاسلوب الذى أرتدى به ملابسى، ثم تطلق علي أبشع الصفات اذا عارضتك، وتؤجر قوات تردعنى وتضربنى فى الشارع وتجبرنى أن اسلك طبقا لارادتك مدعيا أنها إرادة ومشيئة الرب وانك مندوبا عنه ... سيدى هذا مرفوض.
سأرفع دعوى فى المحاكم ضدك أتهمك بمحاولة قتلى كأنسان حر وتحويلي الي آلة تحقيق رغبات .. وأنك لا تكف عن المحاولة مرارا و تكرارا، وأني أصبحت بسببك أعيش على حافة خطر دائم ... نعم أنت مشروع قاتل يرتدى مسوح الوعاظ .
سيدى لقد جاءت رؤيتك الجائرة بناء على فرضية خاطئة من الأساس، فلقد افترضت أنى ناقصة العقل والدين.. ثم صدقت هذا وعممته وبدأت فى إصدار الأحكام ..تأمر..وتوزع الفتاوي و تحرض وتزعق في الشارع والجامع والعمل وفي جلساتك الخاصة، دون ان تفكر للحظة ان ما افترضت قد (يحتمل أن) يكون جانبه الصواب ... سيدى انت علي خطأ ..أسبابي لذلك ستجدها في عريضة دعواى ضدك :ـ
أول خطأ وقعت فيه هو التعميم، وهو خطأ شائع عند ملاك الحقيقة المطلقة و كثيرا (في الغالب) ما يؤدى الي نتائج تخل بكل أساسيات الفرضية، فحين تقرر أن النساء ناقصات عقلا ودينا فأنك ساويت بهذا بين كل النساء، (كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولى وباتعة بائعة الفجل)، المتعلمة والأمية ، الكبيرة والصغيرة ، الشرقية والغربية، وكأن كل هذه العقول فى نظرك (البدائي التفكير) تتساوى ويحكم عليها بأنها ناقصة عقل ودين بدون دراسات إحصائية أو تصنيفات وأبحاث، متجاهلا حقيقة هامة فارقة وهى اختلاف إمكانيات وقدرات ومهارات كل منهن، كالخبرات التي اكتسبنها وقدراتهن العلمية والذهنية، ومدى استيعابهن وتحصيلهن، ظروف النشأة ، فرق الأجيال لكل منهن .. سيدى ان لم تكن قد قمت بهذا فانه من غير المناسب أو اللائق أن تحكم عليهن جميعا بنفس الحكم المتعجل . 
الذى يدعو الي التساؤل كيف واتتك الجرأة على إعلانك مثل هذا، ألا ترى عيناك الفرق ( أفلا تعقلون ) ؟! لو طرحت على النساء (معارفك فقط ) بمختلف أعمارهن ومؤهلاتهن موضوعا للنقاش، فهل تتوقع أن تحصل على نتائج متشابهة من الابنة و الجدة، من السيدة و الجارية، من أولى الثانوية العامة او الحاصلة علي الدكتوراة .. والسيدة الفاضلة ربة الصون و العفاف الدرة المصونة و الجوهرة المكنونة زوجة حضرتك التي سلمت بتفوقك فقبعت في البيت تتخلف لدرجة ان تسعي بنفسها لتورد لك الزوجات اللائي سيشاركنها فيك وتختار جيش جوارى ( ما ملكت ايمانك).. فلن تجد حتى ردودا متقاربة ؟ لا تخدع نفسك هناك بالتأكيد فارق حتي في وسط متخلف يؤمن بدونية المرأة مثل بلادنا .
ثاني خطأ وقعت فيه هو المقارنة الخارج حدود القياس فحين تقرر أن النساء ناقصات عقلا ودينا فلأى مسطرة تعود!! هل هو عقل الرجل .. ام عقول الملائكة، ام نموذج مفتقد محفوظ في اللوح المستور، أن كل شئ نسبى وليس هكذا تتم المقارنة، فاذا ما كنت تقارن بين عقل المراة والرجل؟ فهل مرجعيتك فى القياس هو ذكاء الرجل وعقله ؟!! يا عيني علي الذكاء اللي بينط من عين عم محروس البواب .. او الشيخ الداعية راكب المرسيدس، أوصاحب الغزوات .. يا راجل اختشي ده انتم فيكم فضائح ذكائية تتخبط فيها طول م انت ماشي .. سآخذهم كشهود في القضية، لاثبات ان الرجل ليس كامل العقل أو أن المرأة أقل منه ذكاء، او ان حثالة البلوريتاريا المتلطعة في الشوارع هذه أفضل من أى إمرأة حتي لو كانت من مستواهم ؟
ساكرر .. لو كـُلِفنا مثلا باعداد تقرير عن الحالة الاقتصادية لدول حوض المتوسط ، من سيقدم التقرير!! السيدة المتخصصة التي اعدت الكثير مثله أم مرؤوسها الذى لازال يتعلم و يسألها مع كل سطر يكتبه لمجرد انه الرجل الذى يمتلك عقلا غير منقوص!! واى مستوى من التقارير سينتجه هذا التمييز؟ دعنى أؤكد لك أن قياسك للأمور غير عادل والمقارنة بين كل النساء مقابل الرجل غير موفقة وان سبب عجزنا هو ان قياساتنا بعيدة عن الدقة و مقايس الكفاءة.
ثالث الأشياء اللافتة للنظر هو ان قياس قدرات العقل اصبح الان ممكنا و لدرجة دقيقه أما قياس تكامل الاداء الديني والعبادات فهو أمر لا يعرفة الا المطلع علي القلوب ولن يسمح لبشرى بمعرفته، لذلك فلن أجادل في نقصه عند النساء او زيادته عند الرجال.. أما قياس كفاءة عمل العقل فهو أمر يتطلب تعلم علوم الكفرة، من علم نفس وسلوك وتشريح ووظائف أعضاء، لكي تستطيع ان تحدد من هو الاعلي ومن هو اليوم من السافلين .. سيدى انت بدراساتك و قدراتك غير مؤهل لان تفتي في ميكانيزمات حركة العقل ..ولا تكامل الطاقة الدينية، فبأى قياسات تفتى!! ما تم التعارف عليه فى القرن السابع الميلادى، أم بما توصل اليه البشر في العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين والتى تختلف جذريا ؟
هذه الدفوع و البينات التي عرضتها سوف يتضمنها ملف قضية أنوى التقدم بدعواها لتنظرها المحكمة الدولية التي حاكمت أعداء الانسانية الفاشيست من قبل، وذلك بهدف وقف التشهير بالمرأة و ازدرائها في بلاد المسلمين بوصفها انها ناقصة العقل .. وكاتبة المقال و اثقة تمام الثقة أن المحكمة ستصدر حكما مشابها لذلك الذى أصدرته نفس المحكمة بعد الحرب العالمية الثانية بتجريم ازدراء السامية، تجريم ازدراء المرأة ـ ممكن ـ اذا ما استجاب الشرفاء الناشطون والمهتمون برفع الغبن الواقع علي المرأة والذين علي اتفاق مع مضمون الدعوى لمناشدة الكاتبة - من هذا المنبر ـ بتنظيم مجموعات عمل من خلال مؤسسات المجتمع المدني تهدف الي الحصول علي توقيع مليون داعم من بلاد المسلمين يعلنون رغبتهم في مقاضاة كل من يقوم ـ تحت اى مسمي ـ بوصم جموع النساء بنقص العقل، واعتبار الفاعل عدوا للانسانية ومهددا لاستمرارها مع توصيفه بانه يزاول إرهابا وابتزازا يحط من شأن و كيان المرأة ومستقبلها، ويعادى تواجدها السلمي الايجابي في مجتمع نصفه من النساء و النصف الآخر انجبته النساء ورعته وفشلت في تربيته بحيث اصبح ـ للاسف ـ الرجل الذى يضطهدها.
خارج إطار القضية .. هناك من يتمسك بكون ( الرجال قوامون علي النساء )، كذلك هناك من تتمسك بالنصف الاخر من الآية أى ( بما انفقوا ) فمن الاذكي !! هؤلاء الذين يريدون في القرن الحادى و العشرين مزاولة صلاحيات مشكوك في جدواها .. ام من تريد باسم الدين وضع اللجام و النير في عنق الرجل و تسوقه لادارة السواقي التي تخرج لها ولأبنائها الاموال . 
كلا الطرفين يستحق الشفقة لهذا أطرح عليهم هدنة من الصراع المستمر في كل بيت، أهم شروط الهدنة..ان نتشارك في القوامة و نتشارك في الإنفاق، كل منا يصبح قواما علي اسرته ومجتمعه وعلي صيانة علاقات صحية بين أفراده، وكل منا يعمل ويكسب و ينفق من عرق جبينه علي الاسرة ويشارك في رفع مستوى وحجم الناتج القومي، هذه الهدنة اذا اصبحت محل اتفاق من النساء و الرجال نحولها الي معاهدة دائمة تسجل كبند لا رجوع عنه في الدستور ويُجَرَم من يخالفه، عندها سوف اوقف اجراءات الدعوى ضد ضعاف العقول من رجالنا ( المصرين علي ترويع و إذلال المرأه لأسباب مثيولوجية ) علي أمل أن يقوم الزمن ( من خلال علاقات انسانية صحيحة ) بتهذيبهم و تهذيب لحاهم و مظهرهم وخطابهم .  
********
فاتن واصل 
مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق